الثلاثاء، 9 أكتوبر 2007

ارتق بشخصيتك

ابتليت الأمة الإسلامية بمرض التبعية العمياء ، التي تجعلنا ماكثين في أماكننا ننتظر المدد من الآخرين ، مما عطل هذا الفعل فكرنا ، وأصبحنا نأخذ من العلوم المستوردة دون أن تكون لنا يد بيضاء في رقي الأمم ، وحل المشاكل الإنسانية ، مع وجود الحل بأيدينا ، ألا أننا أضعنا الوصفة التي نسير عليها للعلاج ، ولم نعد نستوعب التعامل معها . المشكلة التي نعاني منها هي أننا لا نبادر للعمل ولحل مشاكلنا ، بل ننتظر من سيأتي لإنقاذنا والأخذ بأيدينا ، وما زلنا ننتظر هذا البطل . الذاكرة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان شأنها شأن أي عضو في جسمه ، إذا أهملها تعطل دورها ، وفقد الخلايا التي تقويه وتجعله نشطاً ، فنحن لم نخلق فقط لمشاهدة مخلوقات الله في الأرض والسماء دون أن نتمعن فيها ونبحث عن حكمة وجودها ، ونستفيد من حركتها . إنها الحركة التي علينا أن نتناغم معها ، وأن نصغي إلى أصوات الطيور والجداول وحتى أصوات بعض الحشرات ، ونتعلم منها ألحان وصياغة الحروف بتناسق ، مما يؤدي بمن يستمع إلينا أن تطرب أذنه بجودة الصوت والكلمات ، والوقفات التي تؤثر على سامعيها ، فيجعلهم ينقادون إلينا بحرية واقتناع دون جبر وإلزام . إنها الشفافية التي تؤهلك بأن تقف بين يديّ الله سبحانه وتعالى في السَـحر تناجيه وتطلب منه الثبات وتشكره على النعم ، فهي حياة الرخاء التي يجهلها الكثير منا ، وحياة اللهو بمغريات الحياة نفسها ، ويتناسى الكثير منا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : من عرف الله في الرخاء عرفه الله في الشدة . إذا سألت أي مسلم عن ديانته فسيجاوب في الحال : (مسلم) ، والعجيب أنه لا يسعى إلى تكوين الشخصية المسلمة في نفسه ، وأن يتصرف بمقتضى هذه الشخصية ، ويندمج في المجتمعات المختلفة دون أن تخل موازين هذه الشخصية

ليست هناك تعليقات: