الثلاثاء، 9 أكتوبر 2007

للحقيقة أكثر من وجه

لكل إنسان أسلوب حياة خاصة به ، وقالب شارك في تشكيله المحيطين به من أسرة ومجتمع ، ولعل البعض يهرب من الواقع الذي يعيش فيه ويسرح في قراءة الكتب التي تأثر على سلوكه ، ويعيش الواقع الذي رسمه المؤلف ، ويتصادم مع الجو المزدحم من حوله ، وقد يؤدي بالبعض إلى الانعزال . ولعل القليل من استطاع أن يتناغم مع الحياة بصورة إيجابية، وخاصة إذا كانت البيئة من حوله موبؤة بالسلبيات المقننة ، والأفكار الهزلية السخيفة ، ويعتقد أهلها أنها الحق وأنها عادات وتقاليد يجب أن لا تمس ولا تتغير . إن للتربية دور في تغييب النشء عن الحقيقة ، إما بجهل ، أو عصبية حمقاء ، وأحياناً يكون بدافع الخوف بشتى أنواعه . فيصر المخدوع على حقيقته الزائفة ، ويجادل ويحاور ، وينشر فكرته التي تشربها من معين الأكذوبة الكبيرة ، والتي ظلت تحيط به طيلة أيامه ، وسهر الليالي الحالكة الظلمة ليعثر على النور الخافت ليغذي معتقده . إن للحقيقة أكثر من وجه ، وعلينا ألا ننظر لأي موضوع من اتجاه واحد ، بل نشاهدها كاملة جلية ، ثم نحكم عليها مكتملة ، لا أن نحصر حكمنا على جزء صغير لا يكاد يرى ولا يتواجد إلا في مجتمعنا ، لأن الحقيقة كبيرة ، ومتشعبة .

ليست هناك تعليقات: