الثلاثاء، 9 أكتوبر 2007

وداعاً شهر الخير

أحزن كثيراً عندما يوشك رمضان على الانتهاء ، ذلك الشهر الذي يتضاعف به أجر العبادة ، والشهر الذي تحس أن أناسها غير الذين تعرفهم فحالهم تبدل وأصبحوا أكثر رقة وشفافية ، وأصبحت أيديهم سخية بالعطاء .
والحزن سببه الأكبر هو التفريط والتقصير ، فمهما حاولنا أن نؤدي الأعمال على أحسن وجه ، جاءت بعض المنقصات من انشغال وتسويف وتباطئ أحياناً ، فلا نجد أنفسنا وحتى شارف الشهر على الانتهاء ، فيشعر الإنسان بقرب الحساب فكأنه آخر شهر يصومه ، فكأن رمضان نذير لقيام الساعة ، فإذا لم يغفر لنا في هذا الشهر الكريم فمتى سيغفر لنا ، ففي هذا الشهر نجد من يعاوننا حيث أغلب العبادات جماعية ومنها الصيام، فيشترك الجميع فيدب فينا حماس المواصلة والاستمرار .
لكم فاضت الأعين بالدموع في صلاة التهجد ، وخاصة ليلة الـــ 27 ومنظر الدموع تنزل على وحوه المصلين في الحرم تبعث في نفوسنا الأمل بأنه لازالت الأمة الإسلامية بخير وقوة ، وقد لا يكون مستغرباً هذا الحشد الكبير المتواجد في الحرم المكي ، ولكن الغريب بالنسبة لي والذي لفت انتباهي لفيف الجماهير التي صلت بالمسجد الكبير بالكويت ، فلقد امتلأت الساحات الخارجية للمسجد في منظر لم أره من قبل ، وإن دل على شيء هذا المنظر إنما يدل على طهارة قلوب أبناء الكويت ونقاؤها ، هذا الشعب الذي يعتبر بنظر الكثير شعب مترف ، شعب لا يعوّل عليه ، ولكن الذي أثبتوه هو العكس ، ويدل على البذرة الطيبة ، ولعل هذا المنظر تكرر في بقاع كثيرة ولكني لم أشاهده لكي أعلق عليه .
وما يلفت الانتباه في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الكريم كثرة الإعلانات في الصحف أو الشوارع والتي تدعوا إلى إقامة مسرحيات أو حفلات أو .. أو ... أو ... وكأن الشعوب كانت في سجن (فيفرفشوهم) بعد رمضان .مع أن الفضائيات لم تقصر طوال الشهر ببث سمومها ، ولهت الكثير وضيعت وقت الكثير ، ما عدا بعض القنوات الفضائية التي لا غبار عليها والتي تحمل رسالة وتثقف المسلمين فجزى الله خيراً القائمين على هذه القنوات .
وياليت أيامنا كانت كلها رمضان .
وكل عام وأنتم بخير وعساكم من عواده

ليست هناك تعليقات: