الخميس، 22 نوفمبر 2007

سلة المهملات

لا أحد يحب الفوضى ، بل يجتهد في أن ينظف من حوله كل ورقة ساقطة في الغرفة ويرميها في قاع سلة المهملات كما نطلق عليها ، وهذا الأمر غير مستغرب بل يمارسه أغلب الناس ويعد سلوكاً إجتماعياً ، قل من يشذ عنه . وأحياناً تكون هذه الورقة مهمة جداً ، ولكن لموقف معين تتلاشى هذه الأهمية ، وتصر نفوسنا على نسيانها ، ويكون مصيرها مزبلة التاريخ ، لتكون من الماضي ، فلا عودة لفتح نقاشات واستعمالات هذه الورقة ، التي ذهبت مع الريح . ولكن لنقف مع أنفسنا لحظة !! لماذا لا ننسى مشكلاتنا الطارئة مع البشر بهذه السهولة ، ولماذا نحمل أنفسنا فوق طاقتها ؟ هل لأن المواقف السلوكية تثبت في الذاكرة ، أم لأن حبنا للطرف الآخر يستوجب علينا حمل أنفسنا رواسب العلاقة الفاشلة ، أم هي العادة التي لا تفارقنا ولا نحاول تغيرها ، وتقف عائقاً وسداً كبيراً في وجه مسيرتنا .أم هي الذاكرة التي تجتهد في إبراز أشخاص معينيين وجعلهم على سطح تفكيرنا ، فالورقة عندما نرميها لا نحصل عليها مرة أخرى ولا تأتي الصدفة لكي نراها ، فهي تتلف ، أما الأشخاص فيأتون مع كل نسمة هواء أمام ناظرينا ، والقدر يجمعنا بهم أحياناً كثيرة. ولكن مهما كان صعباً نسيان الماضي ، ونسيان الإساءة ، من الأقربين خاصة ، علينا أن نحاول طمس الماضي ونحاول بقوة ، ومراراً ، لأن حمل مثل هذه المثقلات على كاهلنا سيجمدنا ويعرقل سيرنا ، ونحن بأمس الحاجة إلى السير ، فمثل هؤلاء يجب أن لا يكونوا عائقاً في طريق السعادة التي ننشدها .

الفرق بيننا وبينهم

قرارات كثيرة خاطئة تسبح على سطح معظم دولنا العربية ، فيكون النتاج ظلم بعض البشر على أيدي من يحل ويربط ، ويمسك بزمام الأمور ، فلماذا تكون هذه الأخطاء قليلة بل نادرة في الدول الغربية ، ولماذا يفتخر الإنسان الغربي ببلده ويكن لها كل الحب والتقدير والتضحية ، لقد ذكر أحد هؤلاء بأن جسمه يقشعر كلما رآى علم بلاده يرفرف فوق السارية . الجواب على هذا العضال بسيط جداً ، هو أن هؤلاء مخلصين لبلدهم ، فالإخلاص يستوجب عليهم أن يكونوا على قدر كبير من العلم لكي يمسكوا بزمام الأمور لا أن يكونوا جهال بأبسط مقومات التطور والعدالة . إن الإخلاص يستوجب عليهم أن يقدموا لبلدهم الغالي والنفيس ، وأن يتركو ا معترك السياسة إذا أحسوا بالتقصير ، أو أحسوا بأنهم يسيطرون على جزء لا يستطيعون أن ينجزوا فيه ، وأن غيرهم قادر على أداء هذا الدور أفضل منهم وأكثر إتقاناً ، فيخلون هذا المكان لمن هو أنسب لمصلحة وطنهم ، ولا يشعر بالمهانة والإذال من جراء ذلك ، بل بالعكس يفتخر بأنه قدم من هو أفضل منه . فليتنا شعرنا بهذا الإحساس تجاه ديننا ، وتجاه شعبنا . وليس المال هو السلاح الوحيد الذي بموجبه نتحكم بواسطته بالبشر ، بل هي الجدية والإخلاص والعلم والحكمة ، كلها مقومات لا بد منها ، فالأمانة غالية وحملها ليس بالأمر الهين ، فهي خزي وندامة يوم القيامة .