الاثنين، 17 ديسمبر 2007

صفحة أنطوت من حياتنا

صفحة انطوت من حيانتا طوينا صفحة أخرى من حياتنا وكل منا لديه رقم خاص به ، فالبعض في الصفحة 20 والبعض 25 وآخرون 30 و 40 ............ هذه الصفحة التي كتبناها بأعمالنا ، طوال هذا العام المنصرم ، طويناها بما تحمل من معاني جليلية وأخرى لا يستطيع الواحد منا أحياناً إظهارها وياترى هل أجدنا العمل وأتقناه ، وأخرجناه بأحلى حلة طوال هذه الساعات التي انقضت ، وانقضى معها بعض السعادة وبعض الأحزان وبعض النشاط وبعض الكسل كل ميسر لما خلق له قد نتخذ هذا الحديث أحياناً ذريعة وتبرير لبعض الأخطاء التي نقع فيها ، والتي تكون بقصد أحياناً ، وهذا حيلة من يهرب من واقع الحياة ليتعلق بآمال وأن بدت حقيقية ولكنها لا تناسب حال من تعمد ولوج اليم ، ثم يبرر فعله بأن كان يضمن أن يخرج غير مبتل صفحة من كتاب حياتنا أذنت بالرحيل ، ومعها ترحل كل فرصة سنحت لنا ، فقدناها لتباطئنا في تحصيلها ، وعدم جديتنا في السعي إليها صفحة مضت ، ولا نعلم هل سنبقى لنطوي صفحة اخرى ، أم سيسبقنا أجلنا ، ولا نستطيع ملئها بسواد الحبر . سؤال يفكر فيه الكثيرون ممن يملكون يقظة في التفكير ، وقلوب حية تستشرف المستقبل بتخطيط متقن للآخرة . مشهد يقول مصطفى لطفي المنفلوطي لولا السرور في ساعة الميلاد ، ما كان البكاء في ساعة الموت ، ولولا فرحة التلاق ، ما كانت ترحة الفراق .

السبت، 15 ديسمبر 2007

أين أجد السعادة ؟

كيف يكون الإنسان سعيداً ؟ سؤال لطاما فكر فيه العظماء من المفكرين والكتاب والمصلحين ، ولم يجد البعض جواباً ، ولاأعرف لماذا أدلو بدلوي في طرح هذا الموضوع ، فأنا بالنسبة لهم مجرد مطلع لا يرقى أيضاً لمستوى الاطلاع ، فأحياناً كثيرة أضيع وقتي الثمين ، وأحياناً يضيع بفعل فاعل، والحقيقة قبل كتابة هذا الموضوع لم اطلع على كتابات الذين خاضوا في حقيقة السعادة ، ولكني على يقين أن كل منهم سيكتب عن السعادة بوجهة نظرة ، فمثلاً رجل الدين سيصل في النهاية أن الدين هو سبب السعادة ، ولا نختلف معه ، ولكن تطبيق الدين بالصورة التي تكون سبباً في السعادة ليست بمقدور البعض لأنه قد يعاني أمراض نفسية أو اجتماعية ، كالتقيد بالعادات والتقاليد . والشاعر سيرشدنا إلى قراءة الشعر والنثر والأدب. وعالم النفس إلى الابتعاد عن الضغوط النفسية ... والذي أريد أن أصل إليه ؛ هو أن كل منا يمتلك عالماً خاصاً في داخله لا يتطلع عليه أحد سوى الله سبحانه وتعالى ، ومن خلال هذا العالم نستطيع أن نعرف الطريق المؤدي إلى السعادة ، وعندما نشخص العلاج للباحث عن السعادة علينا أن نتعرف عن بعض مشاكله والمحيط الذي يعيش فيه ، وحالته الاجتماعية ، فلا نستطيع التعميم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجلان وسألوه نفس المسألة أذن لأحدهم ولم يأذن للآخر ، ولقد سألوه عن القبلة وقت الصوم ، وأيضاً الأمام الشافعي عندما استقر بمصر غير الكثير من فتاواه. لهذا علينا نحن معشر القراء أن نكون حريصين في أخذ العلوم من الكتب وخاصة الأجنبية منها ، وكتب ذو الأهواء ، خاصة في الأمور التي تؤثر على سلوكنا ، وهذه ليست دعوة للمقاطة بل نأخذ من كتبهم الحكمة والقصص وغيرها من الأشياء المفيدة. ملاحظة : يعتقد البعض أن السعادة هي استمرار الفرح وألا يعتريه حزن بسيط ، وهذه من الأمور المستحيلة لأننا لو عشنا حالة واحدة طول اليوم لمللنا هذه الحياة ، ولكني أجد السعادة في الحركة ، وفي أداء جميع الحقوق التي علينا وعدم التقصير فيها ، وخاصة حق الله سبحانه وتعالى من عبادات ، والسعادة في عدم الظلم خاصة ظلم النفس بإجبارها في التغمس في بحور الشهوات والأهواء النفسية غير السوية . وأرجع وأقول أن كل منا يعرف طريق سعادته فأحيناً توجد في مكامننا أمور لا نستطيع البوح بها.

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2007

لماذا نكتب ؟

أحياناً كثيرة يكتب البعض من أجل الشهرة ، وأحياناً لأن صدره ضاق ووصلت الأفكار إلى قمة رأسه فكونت كومة من الأحاسيس ، فصدعت رأسه فأخرجها مقالة تقرأ ، واسباب أخرى كثيرة تختلف باختلاف صاحب الفكرة ورصيف حياته التي يسير عليها . أما عن صاحب هذه المدونة المتواضعة : فاكتب لنهم أعيشه فقدته منذ سنوات ، ووجدت الفرصة أخيراً ، فلن أفلتها من يدي هذه المرة . فالقد عاش الكثير ولايزال على رصيف الحياة ولم يكن يحمل هم هذه الأمة ، ولا يجد أحياناً الطريق الموصلة لتقديم ما هو مفيد ، فالنهضة الأسمنتية (وأقصد بها الشقق التي نعيش فيها) عزلتا عن المجتمع ، وجعلت في التواصل معهم حاجزاً لا نتعداه ، حتى غدا احدنا لا يعرف شكل جاره فضلاً عن أسمه . فقصرنا في بث أخلاقنا للآخرين واقتصرناها على ذاتنا ، فلم نجد نحن أيضاً من يقف معنا. والسبب الآخر هي السعادة الكبيرة التي تسري بداخلي إذا استفاد أحد من كلمة كتبتها ، فهي كالصدقة الجارية ، أرجو لها الأستمرار ، مع أني بداية كنت أجد صعوبة في توالد الأفكار وصياغتها ، ولكن مع الاستمرار ، وكثرة القراءة أصبحت سلسة . فكما أن السعادة يجب ألا تقتصرها وتحكرها لنفسك ، بل تقدمها للآخرين على طبق من البرنز. وهي فرصة عظيمة أن تتواصل مع أصدقائك في الأمة العربية وغيرها ممن ينطقون العربية ، وتتبادل معهم الأفكار .

شباب تافه

قليلة هي المرات التي أنزل فيها السوق ، وخاصة مع أفراد العائلة ، ولكن مع قلتها إلا أنني أشعر بأن ضغطي قد أرتفع مما أشاهده من معاكسات من قبل بعض الشباب الذي وصل لمستوى الحضيض ، وبلغت به الشهوة الحيوانية لحد لا يميز معها الخطأ من الصواب ، ولا يعبئ بنظرات الغضب والدونية الصادرة من قبل الجمهور الذي يتسوق ، والناظر لهؤلاء يشعر ببهيمتهم ظاهرة في وجوههم ، مع أنه يلبس أحسن الثياب ويملك أغلى المركبات.
رأيت الغنى عند الأراذل محنة ××××× على الناس مثل الفقر عند الأفاضل
وهو يعد بذلك أضل من الحيوانات ، لأن الحيوانات لا عقل لها وهي فطرت على هذه المعيشة ، أما الإنسان فقد ميزه الله عز وجل بالعقل الذي من خلاله يزن الأمور ، يقول برناردشو : ليست الفضيلة في أن تتجنب الرذيلة ، بل في أن لا تشتهيها . والزائر للأسواق الخاصة ببضائع النساء يجد أكثر روادها من الشباب الذين يزاحمون النساء ، ليس في الشراء إنما ليمتعوا أعينهم بما حُرمَ عليهم وهؤلاء أبعد ما يكونون عن الفضيلة التي تغنى بها معن بن زائدة ، حيث قال :
لعمرُك َ ما أهوَيت ُ كفي لريبة ××××× ولا حملني نحو فاحشة رجلي ولا قادني سمعي ولا بصري لها ××××× ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي ولست بماش ٍ ما حييت لمنكر ××××× من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي
وهذه العادة لا تختفي إلا بالحزم ، بدرة عمر بن الخطاب ، وذلك بمنع دخول هذه الفئة إلى هذه الأماكن ، لأن في منعهم حفظ لأعراض الناس الذين قد يجبروا أحياناً لارتيادها وخاصة قرب الأعياد والمناسبات .

وكذلك يمكن سن قانون يعاقب من يتمادى في هذه الرذيلة التي غدت لغة الفاشلين المفتونين بأنفسهم قبل غيرهم ، ولعل الوقاية تكون هي في تربية النشء منذ نعومة أظافره على الأخلاق الفاضلة ، وتعريفه معنى الغيرة ، وحفظ الأعراض . ولعله يعد فشلاً ذريعاً أن ندعي التطور والازدهار في هذا القرن ، ونحن لا نستطيع السيطرة على الجيل القدم الذي سيمسك زمام الأمور في أدق تفاصيل حياتنا ، ويكون سبباً في رقينا . والأدهى من ذلك أن نعتبر هذا العمل من الحريات الشخصية التي لا عقاب عليها .

الاثنين، 3 ديسمبر 2007

تقاعس أهل العلم

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثير من الناس وفضلنا تفضيلاً هذا الدعاء المأثور عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، يقال عندما تشاهد أو تسمع بأحدٍ أصابته مصيبة ، أو حلت به كارثة ، أو سلك مسلكاً غير سوي ؛ كأن أدمن على الشهوات المحرمة . والحق يقال أن هذا الدعاء أصبحنا وأمسينا نردده ، لفساد المحيط الذي يأوينا ، وقد يكون سببه المباشر نتيجة لكسب أيدينا ، فنحن سبب مباشر في إيجاده . الإنسان لا يستطيع أن يسد آذانه بشكل مستمر ، وإن فعل ذلك فيعد سلبي غير مكترث لما يدور حوله من أحداث ، التي عليه أن يشارك فيها ، ويسعى لإيجاد الحلول التي هي مظنة الصلاح ، وخاصة أهل العلم ، وهم كثر هذه الأيام ، ولكن أغلبهم لا يجد طريقه للتطبيق ، أو قل أنه حصل على شهادة يفتخر بها دون أن يكون قد رسم ووضع الأهداف لكي يصل لهذه الشهادة وتبعات ما بعدها من عمل ، إلا ما ندر في بعض الاختصاصات التي يجبر فيها المرء على أداء دوره ، أما أن تكون ذاتية نابتة من نفس الشخص ، فهي قياساً بالموجود قليل ، وقد يكون هذا القليل رقماً كبيراً ، فهو كبير قياساً بالغثاء الذي يطفو على السطح المرئ والظاهر لفكر هذا الغثاء . ما اردت توضيحه هو أن الابتلاء والمحن لا تكون فقط بالأمراض والكوارث وممارسة المحرمات ، إنما تكون أيضاً في فكر بعض المتعلمين الذين يباح لنا عند رؤية عملهم وسماع فكرهم ، أن نردد هذا الدعاء ، ليس تقليلاً من شأنهم أو درجتهم العلمية ، ولكن لتقاعسهم عن أداء رسالتهم التي تكون أحياناً واجبة بحقهم .

الأحد، 2 ديسمبر 2007

يظنون ولكنهم مخطئون

أحياناً تشعر بسذاجة وصغر عقل من تقابله ، فاهتمامه منصب بكل ما هو زائل وغير مفيد ، وهمه لا يتعدى مأكله ومشربه ، ويتفاخر بنسبه وأصله ، ليخفي النقص الذي يعانيه ، ولم يسمع لقول الشاعر: لسنا وإن أحسابنا كرمت يوماً على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا وأكبر وهم أن يعيش الإنسان وهو لا يدرك عيوبه ، بل يدعوه كبره إلى تجاهلها إن علم بها . أشد عيوب المرء جهل عيوبه ولا شيء بالأقوام أذرى من الجهل ولعل التبعية العمياء باب يقود أحياناً إلى التهلكة ، وإلى كره الناس لصاحبها ، كما يحلو للبعض أن يصدر قراراته مقلداً وتابعاً لأعداء الأمة ، فعلى يديه يسقط الظلم على بني البشر ، وينتشر الفساد ، لأنه قلد من لا يجب تقليده فأشقى الأمة التي كانت أمانة في رقبته ، وبواسطة هؤلاء يحصل المظلومون على الحسنات ، ويقذفون بسياتهم إليهم ليزدادوا خزي على خزي. فهؤلاء يعتقدون أن بالمال تكون السيطرة على قلوب البشر ، ولم يخطئوا لأن هناك البعض كما يظنون ، ولكن خطأهم أن البعض الآخر يأبى إلا أن يعيش حياة العزة وحياة الكرامة ، ولا يرضى بغير الحياة الإسلامية بديلاً ، لأن الله أختار لهم هذه الحياة .