الثلاثاء، 4 ديسمبر 2007

شباب تافه

قليلة هي المرات التي أنزل فيها السوق ، وخاصة مع أفراد العائلة ، ولكن مع قلتها إلا أنني أشعر بأن ضغطي قد أرتفع مما أشاهده من معاكسات من قبل بعض الشباب الذي وصل لمستوى الحضيض ، وبلغت به الشهوة الحيوانية لحد لا يميز معها الخطأ من الصواب ، ولا يعبئ بنظرات الغضب والدونية الصادرة من قبل الجمهور الذي يتسوق ، والناظر لهؤلاء يشعر ببهيمتهم ظاهرة في وجوههم ، مع أنه يلبس أحسن الثياب ويملك أغلى المركبات.
رأيت الغنى عند الأراذل محنة ××××× على الناس مثل الفقر عند الأفاضل
وهو يعد بذلك أضل من الحيوانات ، لأن الحيوانات لا عقل لها وهي فطرت على هذه المعيشة ، أما الإنسان فقد ميزه الله عز وجل بالعقل الذي من خلاله يزن الأمور ، يقول برناردشو : ليست الفضيلة في أن تتجنب الرذيلة ، بل في أن لا تشتهيها . والزائر للأسواق الخاصة ببضائع النساء يجد أكثر روادها من الشباب الذين يزاحمون النساء ، ليس في الشراء إنما ليمتعوا أعينهم بما حُرمَ عليهم وهؤلاء أبعد ما يكونون عن الفضيلة التي تغنى بها معن بن زائدة ، حيث قال :
لعمرُك َ ما أهوَيت ُ كفي لريبة ××××× ولا حملني نحو فاحشة رجلي ولا قادني سمعي ولا بصري لها ××××× ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي ولست بماش ٍ ما حييت لمنكر ××××× من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي
وهذه العادة لا تختفي إلا بالحزم ، بدرة عمر بن الخطاب ، وذلك بمنع دخول هذه الفئة إلى هذه الأماكن ، لأن في منعهم حفظ لأعراض الناس الذين قد يجبروا أحياناً لارتيادها وخاصة قرب الأعياد والمناسبات .

وكذلك يمكن سن قانون يعاقب من يتمادى في هذه الرذيلة التي غدت لغة الفاشلين المفتونين بأنفسهم قبل غيرهم ، ولعل الوقاية تكون هي في تربية النشء منذ نعومة أظافره على الأخلاق الفاضلة ، وتعريفه معنى الغيرة ، وحفظ الأعراض . ولعله يعد فشلاً ذريعاً أن ندعي التطور والازدهار في هذا القرن ، ونحن لا نستطيع السيطرة على الجيل القدم الذي سيمسك زمام الأمور في أدق تفاصيل حياتنا ، ويكون سبباً في رقينا . والأدهى من ذلك أن نعتبر هذا العمل من الحريات الشخصية التي لا عقاب عليها .

ليست هناك تعليقات: